۵ آذر ۱۴۰۳ |۲۳ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 25, 2024
آیت الله بشیر نجفی در پیاده روی اربعین98

وكالة الحوزة - أصدر مكتب المرجع الديني آية الله الشيخ بشير النجفي، بيانا بمناسبة عيد الغدير، وفيما أكد إن المسلمين بإمكانهم وفي ضوء قوانين الإسلام السمحة إِصلاح الأسر وتدبير المدن وسياستها وتأسيس المدينة الفاضلة، دعا بمناسبة قرب حلول شهر المحرم الحرام، إلى إقامة التعازي وتنظيم المواكب الحسينية مع الالتزام بنصائح الأطباء.

وكالة أنباء الحوزة - جاء في البيان:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله على هدايته لدينه، وله الشكر على ما دعا إليه من سبيله، والصلاة والسلام على من أرسله بشيراً ونذيراً وسراجاً منيراً محمد بن عبد الله وعلى آله الغر الميامين، ولاة الأمر وهداته واللعنة على شانئيهم أجمعين إلى يوم الدين.

قال الله سبحانه: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً).

صَدَقَ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.

وصدق وبلغ رسوله النبي الكريم، ونحن على ذلك من الشاهدين والشاكرين، والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك نعمة بعد الوجود أفضل وأكرم وأشرف من نعمة الإسلام، إذ به تستقيم الأمور وتحيى النفوس وتـهتدي به الأمم إلى ما فيه الخير والصلاح، وفي ضوء قوانينه السمحة يمكن إِصلاح الأسر وتدبير المدن وسياستها، وفي ضوئه اللامع تؤسس المدينة الفاضلة، وهذا الدين هو الذي يضمن لمن ينتمي إليه السعادة وحقوق الأفراد والجماعات وأركان الأسر وحقوق الشعب على الحاكم وحقوق الحاكم على الشعب وتحدد معاني الحرية التي يلهج بها دعاتها اليوم، ومن المؤسف أننا ننادي بالحرية وندعو إليها وندّعي أننا حماتها ورعاتها ولا نحدد معناها ومفهومها، وندعو إلى المحافظة على الحقوق لكل واحد من أفراد الأسرة حق الوالد على الولد وحقه على الوالد وحق الزوج على حليلته وحقها عليه وهكذا.

ولا نحدد مفهوم الحق ومعناه ومصاديقه، ونجد هناك تعارضاً واضحاً بين معنى الحرية السائد في أذهان العقول الساذجة (افعل ما تشاء كما تشاء) وبين الحقوق، والإسلام يحدد الحقوق ومعناها ويحدد لكل فرد ما له وما عليه ويؤتي للحرية معنىً معقولاً محدداً لا يتصادم بوجه مع الحقوق، مع أن الغرب ينادي بالحقوق ويدّعي أنه من رعاتها وحماتها ولا يحدد معناها وينادي بحقوق الإنسان ولا يعطي الضمان لحمايتها من قبل الحكومات ولا يحدد آلية حمايتها وهكذا حال الحرية المسكينة.

نحن اليوم نحتفل بعيد الغدير الأغر الذي نَصَبَ فيه رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) إماماً من بعده وعلماً يقتدي به الناس بعد رحيله، وكان ذلك إكمالاً لرسالته التي جاء بها وسعى في تبليغها وتحمل المشاق في توضيحها وبيان أحكامها ومعلوم أن إحداث التغيير في المجتمع كالمجتمع الجاهلي المتوغل إلى قرنه في ظلمات التخلف وفضائح العنصرية والعشائرية البغيضة لم يكن أمراً سهلاً إلا أن ضمان بقاء ذلك الإصلاح واستمرار الشريعة الغراء والمحافظة عليها من الضياع كان أصعب. وكان الهم الوحيد للرسول (صلى الله عليه وآله) بعد ما تمكن من إكمال مهمته التبليغية هو التفكير في ضمان بقاء الدين الذي جاء به وقدم التضحيات الجسام في سبيله فنـزلت الآية الشريفة: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)، التي تضمنت أمراً حاسماً وتكليفاً مؤكداً للنبي (صلى الله عليه وآله) بأن ينصب علياً (عليه السلام) علماً للناس وخليفة من بعده، وتضمنت حماية الرسول (صلى الله عليه وآله) من دسائس المنافقين وغيظ الكافرين وحقد الملحدين، فلما أكمل النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) مراسم التنصيب وأخذ من الناس الإقرار وألزمهم البيعة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) نزلت الآية الشريفة: )الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً)، فأصبح الدين كاملاً متكاملاً صالحاً للاستمرار والتطبيق على جميع مراحل الحياة إلى يوم القيامة وتحققت بذلك بغية بعثة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).

هذا هو الدين الإسلامي الذي ندعو الناس إليه ونرفض كل دين سواه لأن هذا الدين هو الذي يضمن السعادة للبشرية جمعاء ومن هنا قال الله سبحانه: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

ونحن ندعو البشرية جمعاء إلى دراسة الإسلام والتأمل في أحكامه ومعانيه بعقول متفتحة وصدور خالية من الحقد والغيظ وندعوهم إليه بصدور سليمة وعقول متفتحة وهاكم مصادر التشريعات الإسلامية نجعلها بين أيدي الباحثين وعلى الذي يريد أن يبحث عن الإسلام فليكن نظره فيما وصل إلينا من طريق من رباه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأودع شريعته في قلبه وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأولاده الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، فهلموا إلى رحاب الإسلام، أرجوا الله تعالى أن لا يكون ذلك اليوم بعيداً يوم يكون العالم كله في سعادة وهناء تحت شجرة الإسلام وغصونها الوارفة يتمتع بثمارها اليانعة.

نحن اليوم نعيش مصيبة جائحة كورونا التي عمت العباد والبلاد ولم تستطع عقول الأطباء الكشف عن علاج ناجح وهي في الواقع عقوبة من الله سبحانه وليس للمخلص منها سبيل إلاّ اللجوء إليه بالاستشفاع والتوسل بأوليائه إليه، ونحن مقدمون على شهر المحرم الحرام، وأهل بيت العصمة خير من نتوسل بهم إليه سبحانه، فعلينا مع الالتزام بالنصائح التي اتفقت عليها كلمة الأطباء الحاذقين إقامة التعازي، وتنظيم المواكب الحسينية، والحوم حول أضرحة المعصومين ولاسيما ضريح سيد الشهداء (عليهم السلام) نستعين بشفاعته وشفاعتهم للتخلص من هذا الوباء ومن جميع المصائب الدنيوية والأخروية.

اللهم أعنا على إقامة تعازي سيد الشهداء وتنظيم المواكب لنتقرب إليك بها ونعزي حفيد الإمام الحسين (عليه السلام) الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha